ذكاء الطفل يرتبط بجينات الأم
أظهرت دراسة من شأنها قلب المقاييس السابقة حول ارتباط غذاء الأطفال بمستوى ذكائهم، أن ذكاء الأمهات ينتقل إلى الأطفال بالجينات وليس بالرضاعة، وأن الظاهرة الجديرة بالدراسة هي ميل الأمهات الذكيات إلى تغذية أطفالهن من الثدي.
الدراسة التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية قالت، إن عوامل البيئة والجينات تلعب الدور الأكبر في تحديد مستوى ذكاء الطفل وليس الرضاعة من الثدي كما ظن العلماء طوال عقود. وقال جيف دار، أحد معدي الدراسة، إن الدراسة التي شملت عينة من «3» آلاف أم و «5» آلاف طفل في الولايات المتحدة، توصلت إلى نتيجة مفادها أن الأمهات الذكيات يملن بشكل عام إلى إرضاع أطفالهن من الثدي.
دار الذي رجح أن يكون مستوى ذكاء الطفل قد انتقل إليه بالتالي وراثياً من الأهل، أو بفضل عوامل البيئة المحيطة والتربية قال، إن الدراسة من شأنها إسدال الستار على النظريات القديمة حول نوعية الغذاء وعلاقته بذكاء الأطفال.
من جهة أخرى رفض الدكتور مايك وولريدج المحاضر في تغذية الأطفال من جامعة ليدز التسرع في الاستنتاجات مذكراً بدراسات سابقة حملت نتائج مغايرة.
وولريدج الذي قال إن الحاجة تبقى لدراسة حول دور الرضاعة كعامل مستقل عن سواه، أكد قناعته بأن حليب الأم يساهم في تحسين التركيبة الكيميائية التي يتشكل منها دماغ الطفل. غير إن الدكتور كريس لوكاس مدير خدمات الطفولة المبكرة في جامعة نيويورك خالفه الرأي، مؤكداً أن الذكاء هو عامل وراثي بدرجة كبيرة، ومشيداً بالدراسة التي أضاءت على هذا الجانب.
وعمد القائمون عليها إلى دراسة نسب ذكاء أشقاء يحملون الجينات عينها خضعوا في طفولتهم لأساليب تغذية مختلفة، ولم تكن النتائج دائماً لمصلحة الطفل الذي حصل على غذاء طبيعي من ثدي الأم.
الدراسة نصحت الأمهات بالاستمرار في منح أطفالهن الغذاء الطبيعي، لما لحليب الأم من خواص تساهم في درء خطر الالتهابات عن الطفل كما في تحصينه ضد أمراض الجهاز التنفسي والحساسية